ديهيا الملكة التي قهرت العرب
ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺑﻨﺖ ﺗﺎﺑﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﻠﻘﺐ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 585ﻡ ﺑﺠﺒﻞ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻳﺮﺟﺢ أﻧﻪ ﺍﻟﺸﻠﻴﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻬﻀﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺮﺗﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﻧﺸﺎﺀﺕ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺗﺤﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﻮﻟﻲ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺼﺒﻴﺎﺕ ﺯﻧﺎﺗﻪ ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ أﻥ
ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ إﺳﺘﻘﻮﺍﺀ بأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﺴﺐ أﺣﺪﻫﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ أﻱ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﺪﻝ اﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎﺗﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﺑﻞ ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ أﻥ أﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻧﺪﺍﻝ ﻭ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ إﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺯﻧﺎتة ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ أﻧﻬﺎ ﻭﺭﺛﺖ ﺣﻜﻢ ﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻣﻦ أﺑﻮﻫﺎ ﻹﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺪﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ "ﺑﻨﻮﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻠﻔﻬﻢ، ﻭﺭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ،ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﻋﺘﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﺑﻬﻢ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ، ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺋﺎﺳﺘﻬﻢ ﻭ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺇﺷﺎﺭﺗﻬﺎ" إﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﻭﻓﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺍﻵﻣﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻋﻰ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﻣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻣﻮﺭﺩ ﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﻧﺪﺍﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺰنطي ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﻘﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ للأﻣﺎﺯﻳﻎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻠﻴﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺊ ﻋﻦ ﻫﺠﻮﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻤﻤﻠﻜﺔ ﻳﺒﺪﺍﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﺗﻮﺍﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ إلى ﻻﻥ آﻟﺖ إﻟﻰ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻭﻣﻦ ﻣﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﻫﺠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﺒﻊ للأﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺮﻯ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻠﻜﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺯﻧﺎتة «ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﺄﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﻮﻥ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﻴﻌﻮﻥ» ﺍﺑﻦ ﻋﺬﺭﻱ ﺗﺮﻯ ﺣﺮﻭﺏ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻣﻊ أﻥ أﻭﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺧﻀﺘﻬﺎ ﺯﻧﺎتة ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺻﻮﻻﺕ ﺑﻦ ﺯﻣﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻐﺮﺍﻭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﺢ أﻧﻪ أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ أﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎﺗﻴﺔ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ إﻥ إﺣﺘﻜﺖ بالعرب فكانت لها دراية ﺑﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﻠﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﻤﻠﻜﺔ أﻛﺴﻞ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﺍﻟﺨﻄﺮ يهدﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﻨﻔﺬ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻛﻞ أﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﺒﺮﺯﺕ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺿﻌﻔﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺰﻧﻄﻴﻦ ﻭ أﻋﺪﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ أﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻳﻪ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ آﺧﺮ ﻣﻠﻮﻙ الأمازيغ فأﺧﺒﺮﻭﻩ أﻧﻪ توﺟﺪ ﻣﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﻴﻌﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ أﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺩﻗﺔ ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ إلى ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﺪﻳﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺎﻱ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 692ﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺣﻲ أﻥ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺩﻧﻴﻨﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﻓﻬﺪﻣﺖ أﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻃﺮﺩﺕ أﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ ﻟﺤﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻬﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﻃﺮﺡ ﺳﺆﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻣﻤﻜﻦ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ أﺭﺧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺘﻘﺪﻡ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﻨﺸﻠﺔ ﻣﺴﻜﻮﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺰﻧﻄﻲ ﻭﻃﺮﺩﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻤﺴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﺪﺭ أﻭ ﻻﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﻓﺮ أﻏﻠﺒﻬﻢ إﻟﻰ ﺣﺴﺎﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻷﻣﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻫﺪﻣﺖ ﺣﺼﻮﻧﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﻬﺎ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻂ ﺳﻴﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻭﺍﺩ ﺩﻓﻜﺎ ﻭ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﺒﺴﺔ ﻭﺻﻞ إلى ﺳﻬﻞ ﻣﺴﻜﺎﻧﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻴﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻄﻴﺊ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺟﺢ أﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻴﻔﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﻩ ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ إﺑﻦ ﻋﺬﺭﻱ ﺑﺪﺀﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﺷﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻬﻞ ﻣﺴﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ إﺑﻦ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻟﺌﺮﻫﺎﻗﻪ ﻓﻘﺘﻞ إﺑﻨﻬﺎ ﻓﺴﻤﻴﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺴﻤﻪ اﻣﻴﺲ ﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻷول ﻟﺤﺴﺎﻥ إﺗﺠﻪ ﺣﺴﺎﻥ إلى ﻭﺍﺩ ﻧﻴﻨﻲ ﻟﻤﻼﻗﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻭ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﻧﻤﻂ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺣﻀﺮ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭ ﺍﻟﺒﺰنطيين إﺧﺘﺎﺭﺕ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﺳﻬﻞ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻣﺤﻴﻂ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﻴﻠﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻻﻣﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻠﻴﺎ ﻭﻣﺜﻠﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﺑﻮﺗﺨﻤﺔ ﺍﻟﺤﺼﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺟﻴﺸﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ أﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻟﻬﺎ إﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻭ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﺣﺮﻭﺏ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻌﺴﻜﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺩﻳﻬﻴﺎ أﺳﻔﻠﻪ ﺑﺪﺀﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻣﺎﻡ أﻧﻈﺎﺭ ﻭ ﺫﻫﻮﻝ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﻮﻯ ﺟﻴﺶ ﻳﺬﺑﺢ ﺩﻭﻥ أﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺠﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺰﻡ ﺷﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ فأﻣﺮ ﺟﻴﺸﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮ ﻓﻔﺮ ﻣﻦ ﻓﺮ ﻣﻊ ﺣﺴﺎﻥ ﻭ أﺳﺮ ﺧﻴﺮﺓ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺘﺒﻌﺖ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺇلى ما ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﻬﻢ ﺛﺄﺭﺍ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ، ﺑﻞ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﺮﺟﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺣﺴﺎﻥ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻋﻬﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻼﻉ ﻟﻜﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﺪﻭﺍﺓ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﺟﺪ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻜﻦ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺟﻌﻠﻪ يتقهقر ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻓﻮﺿﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻷﻥ ﻣﻌﻈﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺔ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ إﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﺳﺮ ﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺗﻢ ﺗﺼﻐﻴﺮﻩ لأﺳﺒﺎﺏ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻻﻟﻒ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻼﺀ أﻥ ﻳﺆﺳﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺴﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺍأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺳﺮﻯ ﺳﻮﻯ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﺭﺿﺎﻋﺔ ﻭ ﻭﺭﺍﺛﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ "ﺃﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﻯ.. ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﻼﺑﻲ:
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﻢ ﺩﺃﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻧﻴﻨﻰ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺘﻘﺮﺏ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻬﺎ ﻫﺬﺍ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻇﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮﺍﻧﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺩﻳﻬﻴﺎ، ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺬاﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻟﺘﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻟﺤﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﺬﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻣﻊ ﺗﺨﺮﻳﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭﻫﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﻭﻣﺎﻟﻘﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺤﺴﺎﻥ: ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻻ ﺭﺃﻱ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻨﺪﻫﻢ... ﻓﺎﻃﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻀﺖ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺪﻳﻬﻴﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ 585ﻡ ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺣﻜﻢ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺳﻨﺔ692ﻡ ﺃﻱ ﻋﻤﺮﻫﺎ 107 ﺳﻨﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 702ﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭﺍ أﻥ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺨﻠﻠﺘﻬﺎ حرﻭﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ ﺳﻮﻯ ﺑﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ أﻏﻔﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻋﻤﺪﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ إﻟﻰ ﺣﺮﻕ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻟﺘﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﺎﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻜﻦ إﺿﻄﻬﺎﺩﻫﺎ ﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻊ أﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺘﻬﺎ أﻛﺎﻧﺖ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ أﻡ ﻭﺛﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﺢ أﻧﻬﺎ ﻭﺛﻨﻴﺔ ﻹﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻤﻼﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻮﻟﻜﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﺍﻋﻄﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ أﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻃﺮﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻐﺰﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ، أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻣﺎﻫﻲ ﺳﻮﻯ أﺧﻄﺎﺀ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ أﺭﺩﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺰﻧﻄﻲ إﻥ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻪ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﻄﺊ أﺧﻄﺎﺀ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻜﻞ ﺑﻄﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻠﻔﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ أﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺌﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﺎﺛﺮﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺗﻀﺮﺏ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﻜﻢ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺫﻫﺐ ﻣﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ يأﻛﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﺻﻞ ﺣﺴﺎﻧﺎً ﻓﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰﺓ ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﻥ بن نعمان: "ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ" ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: "ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻫﻨﺔ: ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ "ﻓﺮﺣﻞ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺧﺒﺮﻩ ﻓﺮﺣﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻭﺭﺍﺱ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺭﺣﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺒﻨﻴﻬﺎ: "ﺇﻧﻲ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ" ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺠﺴﻴﺪ أﺳﻄﻮﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﺪ إلى ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻫﻜﺬﺍ إﻧﺘﻬﺖ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﺧﻮﺿﻬﺎ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻠﻴﺠﺎﻥ أﻥ ﻃﻌﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺌﺴﺮ ﻓﻘﻄﻊ ﺭﺋﺴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﻭﺭﻣﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﻌﺎﺗﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﻀﺎﺭ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ "ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘَّﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﺩﺣﻀﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﻋﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻨﻌﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗُﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻘﺪﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ."
ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ إﺳﺘﻘﻮﺍﺀ بأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﺴﺐ أﺣﺪﻫﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ أﻱ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﺪﻝ اﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎﺗﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﺑﻞ ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ أﻥ أﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻧﺪﺍﻝ ﻭ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ إﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺯﻧﺎتة ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ أﻧﻬﺎ ﻭﺭﺛﺖ ﺣﻜﻢ ﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻣﻦ أﺑﻮﻫﺎ ﻹﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺪﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ "ﺑﻨﻮﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻠﻔﻬﻢ، ﻭﺭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ،ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﻋﺘﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﺑﻬﻢ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ، ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺋﺎﺳﺘﻬﻢ ﻭ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺇﺷﺎﺭﺗﻬﺎ" إﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﻭﻓﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺍﻵﻣﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻋﻰ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﻣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻣﻮﺭﺩ ﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﻧﺪﺍﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺰنطي ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﻘﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ للأﻣﺎﺯﻳﻎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻠﻴﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺊ ﻋﻦ ﻫﺠﻮﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻤﻤﻠﻜﺔ ﻳﺒﺪﺍﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﺗﻮﺍﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ إلى ﻻﻥ آﻟﺖ إﻟﻰ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻭﻣﻦ ﻣﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﻫﺠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﺒﻊ للأﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺮﻯ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻠﻜﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺯﻧﺎتة «ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﺄﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﻮﻥ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﻴﻌﻮﻥ» ﺍﺑﻦ ﻋﺬﺭﻱ ﺗﺮﻯ ﺣﺮﻭﺏ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻣﻊ أﻥ أﻭﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺧﻀﺘﻬﺎ ﺯﻧﺎتة ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺻﻮﻻﺕ ﺑﻦ ﺯﻣﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻐﺮﺍﻭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﺢ أﻧﻪ أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ أﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎﺗﻴﺔ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ إﻥ إﺣﺘﻜﺖ بالعرب فكانت لها دراية ﺑﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﻠﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﻤﻠﻜﺔ أﻛﺴﻞ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﺍﻟﺨﻄﺮ يهدﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﻨﻔﺬ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻛﻞ أﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﺒﺮﺯﺕ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺿﻌﻔﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺰﻧﻄﻴﻦ ﻭ أﻋﺪﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ أﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻳﻪ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ آﺧﺮ ﻣﻠﻮﻙ الأمازيغ فأﺧﺒﺮﻭﻩ أﻧﻪ توﺟﺪ ﻣﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﻴﻌﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ أﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺩﻗﺔ ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ إلى ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﺪﻳﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺎﻱ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 692ﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺣﻲ أﻥ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺩﻧﻴﻨﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﻓﻬﺪﻣﺖ أﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻃﺮﺩﺕ أﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ ﻟﺤﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻬﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﻃﺮﺡ ﺳﺆﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻣﻤﻜﻦ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ أﺭﺧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺘﻘﺪﻡ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﻨﺸﻠﺔ ﻣﺴﻜﻮﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺰﻧﻄﻲ ﻭﻃﺮﺩﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻤﺴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﺪﺭ أﻭ ﻻﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﻓﺮ أﻏﻠﺒﻬﻢ إﻟﻰ ﺣﺴﺎﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻷﻣﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻫﺪﻣﺖ ﺣﺼﻮﻧﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﻬﺎ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻂ ﺳﻴﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻭﺍﺩ ﺩﻓﻜﺎ ﻭ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﺒﺴﺔ ﻭﺻﻞ إلى ﺳﻬﻞ ﻣﺴﻜﺎﻧﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻴﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻄﻴﺊ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺟﺢ أﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻴﻔﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﻩ ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ إﺑﻦ ﻋﺬﺭﻱ ﺑﺪﺀﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﺷﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻬﻞ ﻣﺴﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ إﺑﻦ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻟﺌﺮﻫﺎﻗﻪ ﻓﻘﺘﻞ إﺑﻨﻬﺎ ﻓﺴﻤﻴﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺴﻤﻪ اﻣﻴﺲ ﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻷول ﻟﺤﺴﺎﻥ إﺗﺠﻪ ﺣﺴﺎﻥ إلى ﻭﺍﺩ ﻧﻴﻨﻲ ﻟﻤﻼﻗﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻭ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﻧﻤﻂ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺣﻀﺮ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻭ ﺍﻟﺒﺰنطيين إﺧﺘﺎﺭﺕ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﺳﻬﻞ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻣﺤﻴﻂ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﻴﻠﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻻﻣﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻠﻴﺎ ﻭﻣﺜﻠﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﺑﻮﺗﺨﻤﺔ ﺍﻟﺤﺼﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺟﻴﺸﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ أﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻟﻬﺎ إﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻭ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﺣﺮﻭﺏ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻌﺴﻜﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺩﻳﻬﻴﺎ أﺳﻔﻠﻪ ﺑﺪﺀﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻣﺎﻡ أﻧﻈﺎﺭ ﻭ ﺫﻫﻮﻝ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﻮﻯ ﺟﻴﺶ ﻳﺬﺑﺢ ﺩﻭﻥ أﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺠﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺰﻡ ﺷﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ فأﻣﺮ ﺟﻴﺸﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮ ﻓﻔﺮ ﻣﻦ ﻓﺮ ﻣﻊ ﺣﺴﺎﻥ ﻭ أﺳﺮ ﺧﻴﺮﺓ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺘﺒﻌﺖ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺇلى ما ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﻬﻢ ﺛﺄﺭﺍ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ، ﺑﻞ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﺮﺟﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺣﺴﺎﻥ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻋﻬﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻼﻉ ﻟﻜﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﺪﻭﺍﺓ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﺟﺪ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻜﻦ ﺟﻴﺶ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺟﻌﻠﻪ يتقهقر ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻓﻮﺿﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻷﻥ ﻣﻌﻈﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺔ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ إﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﺳﺮ ﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺗﻢ ﺗﺼﻐﻴﺮﻩ لأﺳﺒﺎﺏ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻻﻟﻒ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻼﺀ أﻥ ﻳﺆﺳﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺴﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺍأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺳﺮﻯ ﺳﻮﻯ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﺭﺿﺎﻋﺔ ﻭ ﻭﺭﺍﺛﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ "ﺃﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﻯ.. ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﻼﺑﻲ:
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﻢ ﺩﺃﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻧﻴﻨﻰ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺘﻘﺮﺏ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻬﺎ ﻫﺬﺍ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻇﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮﺍﻧﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺩﻳﻬﻴﺎ، ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺬاﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻟﺘﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻟﺤﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﺬﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻣﻊ ﺗﺨﺮﻳﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭﻫﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻥ ﻭﻣﺎﻟﻘﻴﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺤﺴﺎﻥ: ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻻ ﺭﺃﻱ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻨﺪﻫﻢ... ﻓﺎﻃﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻀﺖ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺪﻳﻬﻴﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ 585ﻡ ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺣﻜﻢ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺳﻨﺔ692ﻡ ﺃﻱ ﻋﻤﺮﻫﺎ 107 ﺳﻨﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 702ﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭﺍ أﻥ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺨﻠﻠﺘﻬﺎ حرﻭﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ ﺳﻮﻯ ﺑﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ أﻏﻔﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻋﻤﺪﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ إﻟﻰ ﺣﺮﻕ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﺰنطيين ﻟﺘﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﺎﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻜﻦ إﺿﻄﻬﺎﺩﻫﺎ ﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻊ أﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺘﻬﺎ أﻛﺎﻧﺖ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ أﻡ ﻭﺛﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﺢ أﻧﻬﺎ ﻭﺛﻨﻴﺔ ﻹﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻤﻼﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻮﻟﻜﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﺍﻋﻄﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ أﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻃﺮﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻐﺰﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ، أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻣﺎﻫﻲ ﺳﻮﻯ أﺧﻄﺎﺀ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ أﺭﺩﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺰﻧﻄﻲ إﻥ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻪ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﻄﺊ أﺧﻄﺎﺀ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﻜﻞ ﺑﻄﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻠﻔﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﺕ أﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺌﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﺎﺛﺮﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺗﻀﺮﺏ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﻜﻢ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺫﻫﺐ ﻣﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ يأﻛﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﺻﻞ ﺣﺴﺎﻧﺎً ﻓﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰﺓ ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﻥ بن نعمان: "ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ" ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: "ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻫﻨﺔ: ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ "ﻓﺮﺣﻞ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺧﺒﺮﻩ ﻓﺮﺣﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻭﺭﺍﺱ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺭﺣﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺒﻨﻴﻬﺎ: "ﺇﻧﻲ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ" ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺠﺴﻴﺪ أﺳﻄﻮﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﺪ إلى ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻫﻜﺬﺍ إﻧﺘﻬﺖ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﻳﻬﻴﺎ ﻭﺧﻮﺿﻬﺎ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻠﻴﺠﺎﻥ أﻥ ﻃﻌﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺌﺴﺮ ﻓﻘﻄﻊ ﺭﺋﺴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﻭﺭﻣﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﻌﺎﺗﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﻀﺎﺭ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ "ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘَّﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﺩﺣﻀﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﻋﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻨﻌﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗُﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻘﺪﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ."
ليست هناك تعليقات